عاجل ظريف يتوسط لدى خامنئي لإنهاء خلافات الإصلاحيين مع المرشد وخامنئي يرد: الاعتذار أولاً.. ثم سنناقش العفو والمصالحة

كتبت صباح إمام

كشفت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يقود تحركاً داخلياً لإنهاء الخلافات بين المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والمحافظين من جانب، والتيار الإصلاحي الإيراني، بزعامة الرئيس الإيراني الأسبق سيد محمد خاتمي، من جانب آخر

وأضافت المصادر الإيرانية أن «الإصلاحيين رشحوا وزير الخارجية جواد ظريف ظريف للتشاور والوساطة مع المرشد الإيراني خامنئي، بفضل دوره الفاعل في وزارة الخارجية الذي يعتبر الشخص الرئيسي الذي تزعم وفد بلاده في المفاوضات النووية بين إيران و مجموعة 5 + 1»

ووجه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف رسالة إلى المرشد الإيراني، «طلب من خلالها من خامنئي أن يعامل الإصلاحيين كمعاملة الأب مع الأبناء وإن أخطئوا، وأن البلاد بحاجة إلى التوافق بين جميع التيارات السياسية تحت خيمة النظام الإيراني»

وبحسب المصدر ، رد خامنئي على رسالة ظريف مطالباً زعماء وقيادات الإصلاحيين بتنفيذ أحد أهم المطالب الأساسية للمرشد الايراني، قبل الحديث عن المصالحة أو الدخول في أي مفاوضات مع الإصلاحيين

وطالب خامنئي في رده على جواد ظريف، بـ«ضرورة تقديم اعتذار علني من قبل قيادات التيار الإصلاحي، وأنه من غير الممكن بعد فرض الكثير من التكاليف على البلاد من قبل الإصلاحيين، والمطالبة في النهاية بالمصالحة مع النظام، لذلك عليهم تقديم الاعتذار أولاً، وبعدها سنناقش العفو المصالحة لاحقًا»، وفقاً لتعبير خامنئي في رده على وساطة ظريف

ويقصد خامنئي الأشخاص الذين عليهم بتقديم الاعتذار العلني أولاً، هما الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي، أحد أبرز زعماء التيار الإصلاحي الإيراني الذين انتقدوا سياسات المرشد الإيراني خامنئي الخارجية والداخلية، خلال السنوات الماضية.
يشار إلى أنه منذ الأحداث التي شهدتها إيران في عام 2009، والتي عرفت بـ«الثورة الخضراء»، من قبل مؤيديها عقب الإعلان عن فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بنسبة 63% من الأصوات، بينما شككت المعارضة الإيرانية المتمثلة بالإصلاحيين حينها، في نزاهة الانتخابات، ودخلت إيران في انقسامات حادة بين المحافظين والحرس الثوري المقرب للمرشد خامئني، وبين التيار الإصلاحي الايراني الذي اتهم المرشد الإيراني بتزوير الانتخابات لصالح مرشحه المفضل أحمدي نجاد

و دعمت القيادات الاصلاحية الايرانية كمير حسين موسوي ومهدي كروبي وسيد محمد خاتمي «الثورة الخضراء» ضد تزوير نتائج الانتخابات في البلاد، وبعد قمع الثورة الخضراء دخلت العلاقة بين خامنئي والتيارات المقربة من المرشد في حالة من التوتر والصدام مع الإصلاحيين وقواعدهم الشعبية، ما أدى إلى حدوث انقسام داخلي حاد وسجن العديد من قيادات ونشطاء التيار الإصلاحي وهروب العديد منهم إلى خارج إيران.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى