بقلم: محمد عزت
شهدت منطقة الخليج العربي منذ ٢٠١٧ أزمة دبلوماسية بين عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، بدأت الأزمة عندما وقعت حملة اعلامية شديدة قادتها وسائل الاعلام الاماراتية والسعودية استئنافاً لصراع قديم حول دور قطر ومواقفها وسياستها الخارجية، وأقدمت ثلاث دول خليجية تمثلت في السعودية والبحرين والامارات مع مصر علي قطع العلاقات الدولية مع قطر، واغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية معها، ومنع العبور في اراضيها ومياهها الاقليمية متهمة قطر بدعم الارهاب وتنمية علاقتها مع ايران و زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وخلال السنوات الماضية تكبدت قطر خسائر اقتصادية كبيره تمثلت في انخفاض اسعار العقارات، كما فقدت مصادر هامة للغذاء و المواد الاولية التي كانت تحصل عليها من الدول التي قامت بمقاطعتها بالاضافة الي تداعيات هذه الازمة علي السعودية والامارات حيث تحملو خسائر مالية جسيمة، فقد كان القطريون من كبار المستثمرين في الامارات فضلاً عن ان السعودية فقدت السوق القطري كمركز لبيع منتجاتها، وكانت لهذه الازمة التي بدأت داخليا بين دول الخليج تداعيات كبيره خارج المنطقة امتدت الي منطقة الشرق الاوسط بالاخص الازمة الليبية وملف جماعة الاخوان المسلمين في مصر بالاضافة الي الازمة الايرانية واليمينة بالاضافه الي وباء كورونا الذي اجتاح العالم وترك تداعياته السلبية علي كل دول العالم سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي.
واتخذت الازمة عدة مسارات بين التصعيد والتهدئة الي ان انتهي الامر بالتصديق علي المصالحة الخليجية في قمة العلا التي عقدت في يناير الماضي.
وفي اطار ذلك يمكن الاشارة الي التوجهات والمساعي الاقليمية والدولية لتحقيق المصالحة الخليجية:
ففي نوفمبر ٢٠١٩ بدأت أول المؤشرات العملية في مساعي حل الأزمة الخليجية عندما اعلنت السعودية و الامارات و البحرين المشاركة في كأس الخليج المُقام في قطر.
اتجهت السعودية و الامارات والبحرين و مصر بالاشارة الي إعلامهم بعدك التعرض لقطر في البرامج السياسية.
وتزامناً مع الصراع الامريكي – الايراني أمر ترامب بتنسيق الأمور بعيداً عن الاضواء لتحقيق مصالحة خليجية – خليجية ومن ثم فإن هناك امكانية في حل الازمة خاصة ان ترامب له تأثيره القوي والداعم لدول الخليج منذ بداية الأزمة.
تزايد وتكثيف اللقاءات بين الأطراف الخليجية-خليجية علي خلفية زيارة ولي العهد السعودي للأمارات , وزيارة وزير الدفاع السعودي لسلطنة عمان ولقاءات خليجية-عربية تمثلت في زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للامارات , وكذلك زيارة ومساعي الكويت مع مصر لتحقيق المصالحة الخليجية.
اللقاءات الخليجية الدولية التي تمثلت في لقاءات الولايات المتحدة مع قطر والسعودية.
بالاضافة الي الاعلان عن تغيير مقر انعقاد القمة ٤١ لمجلس التعاون الخليجي لتقام في الرياض بدلاً من الامارات كتمهيد لحضور قطري علي اعلي مستوي في هذه القمة بعد توجية الملك سلمان عبد العزيز دعوة الي أمير قطر لحضور القمة الخليجية كتمهيد لبداية عقدخليجي جديد.
وفي يناير 2021 انطلقت أعمال القمة الخليجية بمدينة العلا السعودية بعد نجاح جهود ومساعي الكويت لحل الأزمة , وأكد البيان الختتامي للقمة 41 علي ضرورة تكاتف دول الخليج وتعزيز وحدة الصف والتماسك بين دول مجلس التعاون , وعودة العمل الخليجي المشترك إلي مساره الطبيعي والحفاظ علي الأمن والأستقرار في المنطقة.