عراب السلام.. محمد بن زايد

بقلم الدكتور عيسى العميري
كاتب كويتي

لاينفك الدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة ينتهي عند حد فهو لايهدأ ولا يكل.. ويتواصل في جميع أنحاء المعمورة دون انتظار لإيعاز أو دون انتظار لخدمة هدف معين.. إن ديدن شيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة الخيّر ومن وراءه شعب الإمارات مجبول على تعزيز السلام الدولي والعالمي ولايقف عند حدود.. ويأتي دور الشيخ محمد بن زايد هنا الخطوة الرائدة والسباقة في عالم السلام والأمن الدوليين وذلك من خلال اتفاقية التطبيع الأخيرة مع إسرائيل.. والتي تصب في حقيقتها الأساسية في مصلحة الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى على الرغم من الأصوات الشاذة التي تنادي بعكس التوجه العام.. فمن مبدأ الصلح مع اليهود أو غيرهم لايلزم منه مودتهم ولا موالاتهم.. بل يقتضي الأمن بين الطرفين وكيف بعضهم عن إيذاء البعض الآخر.. وغير ذلك كالبيع والشراء، وتبادل السفراء وغير ذلك من المعاملات التي لاتقتضي مودة الكفرة أو موالاتهم.. وفي هذا الصدد فإن الرسول صلى الله عليه وسلم صالح أهل مكة.. ولم يوجب ذلك محبتهم ولا موالاتهم، بل بقيت العداوة والبغضاء بينهم حتى يسر الله فتح مكة وعام الفتح ودخل الناس في دين الله افواجا.. وهكذا صالح الرسول صلى الله عليه وسلم يهود المدينة لما قدم المدينة مهاجراً صلحا مطلقاً، ولم يوجب ذلك مودتهم ولا محبتهم، لكنه عليه الصلاة والسلام كان يعاملهم بالشراء منهم والتحدث إليهم، ودعوتهم إلى الله، وترغيبهم في الاسلام.. وتوفى صلوات الله عليه وسلم وكانت درعه مازالت مرهونة عن يهودي في طعام اشتراه الرسول لأهله.. هذا من ناحية..

ومن ناحية أخرى وفي ظل الاوضاع الراهنة في أيامنا هذه.. نقول بأن أهم إنجاز تحقق على يد الشيخ محمد بن زايد في هذا التطبيع كما أشرنا يصب في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حيث سيمهد هذا الاتفاق في إيقاف قضم الأراضي الفلسطينية.. فالديبلوماسية الإمارتية اليوم قامت بجهود متميزة وضخمة جدا في الشهور الماضية للعمل على إيقاف قضم الاراضي الفلسطينية من قبل اسرائيل الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدي الى تصعيد العنف في تلك المنطقة ونتج عن الاتصال بين الامارات واسرائيل اتفاق بتجميد كافة مخططات اسرائيل في ضم اراضي فلسطينية، ودعم دولة الامارات للقضية الفلسطينية وموقفها الثابت منذ الأزل.. وستبقى دولة الإمارات العربية المتحدة كما كانت دوما من قبل وفي المستقبل داعماً قوياً للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة وحريصة على كرامة هذا الشعب ودولة ذات السيادة الكاملة..

وأيضا ومن ناحية أخرى نقول بأن المواقف الثابتة لدولة الامارات العربية المتحدة لاتحتاج الى تبرير من أي كان.. وخصوصاً الأصوات النشاز التي تصدح هنا وهناك وهي بالمناسبة لاتجيد مهارة أخرى سوى الانتقاد لمجرد الانتقاد!.. عموماً فإن المواقف الثابتة لدولة الامارات لها تاريخ طويل منذ بدايات النكبة في فلسطين والشعب الإماراتي ومن خلفه قيادته من خلال عراب السلام الحقيقي في هذا الزمن الشيخ محمد بن زايد.. وهنا في هذا المقام نقول بأن يد المساعدة لدولة الإمارات العربية المتحدة طالت العديد من بقاع العالم.. كما إن مفهوم مد يد المساعدة والدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة كان استمراراً لبذرة العطاء والخير التي أرسى أسسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه واستلهمت رؤيتها في العطا من وصاياه، وسار على نهجه واستمر من جاء بعده من الشيوخ والقيادات السابقة في الاتحاد..


ومن ناحية أخرى فإنه يتوجب القول هنا بأن جميع الاتفاقات التي تمت من قبل مع اسرائيل بداية من اتفاقية السلام التي عقدها الراحل أنور السادات ومروراً باتفاقات السلام التي تمت بين اسرائيل وسوريا بعد حرب الخليج الثانية وعلى الرغم من عدم نجاحها فإنه كان من الممكن نجاحها وعقد اتفاق سلام.. وبالتالي فإن النية موجودة والسياق ذاته مع اتفاقات السلام مع الاردن ودول عديدة أخرى من دول المغرب العربي أيضاً.. نقول بأن الأصوات المعارضة التي كانت آنذاك هي نفسها تلك الأصوات التي خرجت اليوم بالمعارضة ولم تقدم شيئا على مدى اكثر من 40 عاماً سوى انتقاد الاتفاقات والتطبيق دون أن تقدم شيئاً حقيقياً يخدم القضية الفلسطينية.. فهنيئاً للشعب الاماراتي والفلسطيني خطوة عراب السلام الشيخ محمد بن زايد في تلك الخطوة المباركة.. والله الموفق.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
Scroll to Top
انتقل إلى أعلى