بقلم الاستاذة الدكتورة /منى طه عامر
المحامية بالنقض
محكم دولى معتمد
وحيث أن اسلوك المحكم وخلقه القويم والتزامه بالحيادية والاستقلال والنزاهة هى أهم قواعد السلوك الاخلاقي للمحكم ولان المحكمون يعينون عادة لادارة تحكيم عندما تظهر خبرتهم فى مجال مهنهم بحيث تتكامل خبرتهم التجارية مع خبرتهم المهنية ومعلوماتهم القانونية .
ومع ذلك هناك قواعد سلوكية هامة جداً يتعين على المحكم أن يراعيها ويلتزم بها حتى يؤدى عمله بمثالية وحرفية واحتراماً لمكانة المحكم .
فلا تقتصر سلوكيات المحكم واخلاقياته على ما سبق ذكره ولكن تمتد ايضاً الى ما بعد توليه مباشرة الدعوى وبدء إنعقاد جلسات التحكيم ، وبالتالى يبدء الدور التالى وهو مسئولية ادارة التحكيم بواسطة المحكم تستدعى منه أن يعمل كقائد .
وهناك صفات مختلفة للقيادة يحتاجها النشاط الانسانى واهم ما يحتاجه المحكم منها :
1- أن يكون هدف التحكيم محدداً بدقة للاطراف .
2- أن يكون الهدف دائماً فى الاعتبار وألا يحيد عنه الاطراف ، وهذا يؤدى الى تسوية القضية بأقصر وقت وبأقل تكلفة .
3- أن يبين المحكم للاطراف أن هذا الهدف هو لمصلحة الطرفين وأنه يجب العمل طبقاً له بحسن نية .
4- والقيادة ليست السيطرة على الاجراءات بل معاونة الاطراف على ممارسة حريتهم فى تسيير قضيتهم كما يريدون مع توجيه الاجراءات الى تحقيق تقدم ونجاح فى تسوية القضية برمتها او إصدار حكم تحكيميى فيها .
5- يجب أن يظهر المحكم العدالة والتعقل عندما يعالج طلبات تتعلق بمعلومات قدمت متأخرة او تأمين للمصاريف او نقاط قانونية أو امتداد للاجال والمسائل الاجرائية الاخرى المألوفة فى العملية التحكيمية .
6- تنشأ ازمات فى التحكيم ويجب أن يكون المحكمون مستعدين للتصرف السريع بأخذ الحقائق أو الوقائع وبحث المواقف وأعطاء توجيهات واضحة وتخفيف حدة التوتر بين الاطراف باظهار التصرف بحسن نية لمصلحة الطرفين .
7- هناك خطر أن يكون المحكمون متشددين مما يشعر الاطراف بأنهم لم يحصلوا على فرصة كافية لعرض وجهات نظرهم . وهذا يقوض مبدأ العمل بحسن نية .
8- لكل محكم أسلوبه الخاص فى تسيير التحكيم . ويجب ان يمتلئ المحكمون ثقة فى قدراتهم وكفاءتهم لتطوير اسلوبهم الشخصى .
9- أن احتمال الخطأ من جانب المحكم كقائد احتمال وارد . فاذا تراكمت عدة اخطاء فان ذلك يؤدى الى تجسيم كل خطأ منها . واذا كان مبدأ حسن النية والامانة قد تم تدعيمه فان الفرصة تكون أكبر للتصحيح دون إضرار بعلاقة المشاركة فى العملية التحكيمية .
10- إن حسن القيادة وحسن النية من جانب المحكم يحدد بوضوح السلطة والمسئولية والثقة من الاطراف ويؤكد أن كلاً يؤدى واجباته كما يجب .
هذه كانت حلقة قصيرة ولكنها هامة جداً تعمدت عرضها مستقلة عن أى موضوع أخر لما لها أهمية خاصة وحتى تنال أهتمام كل اطراف الدعوى وهيئة التحكيم .