محمد البسيونى
عبر منطقة صحراوية نائية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، تنتشر لوحات معدنية تحمل أرقاماً مختلفة، محاطة بأسلاك شائكة وأبواب مقيدة، هذه الأرقام يستبدلها الاحتلال بشواهد القبور، لجثامين (319) شهيداً فلسطينياً، يحتجزها منذ عشرات السنين.
ويتّبع الاحتلال سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين منذ عام 1967، وكان آخرها أسر جثمان الشهيد جميل العموري من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، والذي ارتقى مؤخرا حيث توضع الجثامين في الثلاجات أو «مقابر الأرقام»، بلا شواهد أو توثيق، أو مراعاة للدفن اللائق والكريم.
ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامين (253) شهيداً فلسطينياً في «مقابر الأرقام»، بالإضافة إلى (66) آخرين يأسرهم في ثلاجات الموتى، جميعهم استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في ظروف مختلفة، وأوقات متباعدة.
وبموجب سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين الطاهرة، تُحرم عائلاتهم من وداعهم ومواراة جثامينهم الثرى.