بقلم الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي
إن الحديث عن جماعة الاخوان لاينتهي عند نقطة محددة!.. وذلك بالنظر لخروجهم في كل يوم بأمر جديد وبدع ما أنزل الله بها من سلطان.. وبالتالي فإن الخطر من هذه الجماعة يطال الكثير من المجتمعات العربية ويتجاوزها إلى بقاع غير محددة من العالم.. وأيضاً فإن التنويه والإشارة لهذا الخطر الداهم القادم الذي يزداد يوماً بعد يوم يتطلب الكثير من الجهد والعمل للمجتمعات والحكومات والدول العربية.. للحذر كل الحذر منه ويتطلب استدامة التحذير من عواقبه دائماً وأبداً وكلما سنحت الفرصة.. إن بعضاً من مبادئ هذا التنظيم يفرض على أعضاؤه السمع والطاعة للمرشد العام السلطة الأعلى مهما كان الأمر ومحاربة من يعارض أوامر المرشد فيه.. ولطالما رأينا وسمعنا على مر التاريخ تجارب من هذا النوع انتهت بموت من قام بتنفيذ أوامر المرشد العام دون أدنى تفكير أو تقليب للأمر وماهيته وتفاصيله وتحليل كنهه!.. إن الضلال التي تسير فيه هذه الفئة الضالة من المجتمعات العربية.. ضلال مدمر للدول والشعوب والحكومات ولايرجى من خلاله أي خير يعم على الشعوب والمجتمعات.. فهو مصبوغ بصبغة الإرهاب ويتستر بإسم الدين.. وهو مايصبغه بصبغة لايمكن أن يشك فيها أي عضو منتمي إليها أو أي شخص يرغب بالانتماء إليها.. إن هذه الفئة الضالة لاتتورع عن التحالف مع قوى الضلال وأعداء الأمة في سبيل تحقيق وصولها لأهدافها الضالة والمضللة.. مهما كان تأثير هذا الحلف سلباً على الأمة.. ويصل الأمر بهذه الفئة التضحية بأعضاءها في سبيل تحقيق غاياتها!.. ولايهمها ذلك الأمر طالما أنه يصب في مصلحتها الأسمى.. وفي نفس الوقت ليس لديها مشكلة في أن تدوس على أولئك الأعضاء في سبيل أهداف وصولها لمبتغاها.. وكأن البشر لديها حشرات.. لاقيمة لها!.. والعياذ بالله..
إن ماقامت به فئة الإخوان في مصر كما أشرنا سلفاً من أعمال وممارسات إرهابية على مر العهود الماضية للرؤساء المصريين الذي تعاقبوا على حكم البلاد.. طالت آثاره السيئة جميع أنحاء البلاد من الكبير وحتى الصغير.. فنفذت العديد من العمليات الإرهابية ضد الدولة وأجهزتها وطالما راح ضحيتها الكثير من الأبرياء.. والأبرياء كانوا دائماً هم النسبة الأكبر من هذا الإرهاب والأذى والقتل.. فلم يتحقق هنا هدف الجماعة سوى زرع الإرهاب والقتل والدمار ونشر الفوضى والضحايا الذي لا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا في التوقيت والمكان الخاطئ!… كما أن عمليات الاغتيال والقتل التي قامت بها تلك الجماعة أرست مفهوماً جديداً للإرهاب والبطش والإغتيال..
ومن ناحية أخرى فإننا نجد بأنه عندما وصل هذا التنظيم لأعلى سلطة في جمهورية مصر العربية.. وذلك عبر اختيار الشعب الذي انطلت عليه الحيلة وبفضل جهود هذا التنظيم والأموال التي ضخها في العملية الانتخابية.. لغرض وصولها لسدة الرئاسة نقول بأن الشعب المصري أكل الطعم وذلك بسبب عدم وجود البديل في المرشحين للرئاسة.. وهنا كانت الكارثة الكبرى حين وصل هذا التنظيم لتلك السلطة في أكبر دولة عربية حيث عاثوا فساداً في مختلف الاتجاهات بالدولة وقاموا بعمليات الانتقام وتصفية الحسابات القديمة التي لم ينسوها في ظل المرحلة الجديدة للدولة والعهد الجديد.. وتقرب هذا التنظيم من أعداء الأمة وقاموا الرئيس مرسي بزيارة لإيران بغرض التقارب.. ونسوا أو تناسوا بأن هذا التقارب كان له الأثر السلبي البالغ في تاريخ الأمة العربية وذلك بالنظر لأن مسيرة النظام الإيراني طوال سنوات ثورته التي قضاها بدعم وتغذية الإرهاب في مختلف بقاع العالم.. من خلال تدخله في العديد من الدول العربية..
إن تأكيدنا في كل المناسبات المتاحة في تحذير حكومات الدول في المحيط الإقليمي من توافد خطر هذا النوع من الجماعات الذي لايقل خطره.. عن الحركات الأصولية الضالة في كثير من البقاع المحيطة بنا إقليمياً وتختلف عنها ببعض الفروقات ولكن النظرة والمبادئ متشابهة تقريباً.. لذا فإن تحذيراتنا اليوم تصبح أكبر من السابق.. من الخطر..