#استراحة_نفسية: حوار ابن المستشار حوار مجتمعي.

كتب : أ.د جمال عطية فايد
أستاذ الصحة النفسية والتربية الخاصة بجامعة المنصورة

حوار ابن المستشار حوار جيل حوار أسرة حوار تعليم حوار سياسة حوار عدل حوار سلام اجتماعي حوار اقتصادي حوار خلقي حوار تربوي حوار ثقافي حوار كل المصريين حوار المجتمع بكل طوائفه .
واقعة عرضية مثل غيرها من الوقائع التي تحدث في الشارع المصري وبصفة يومية ومنذ عشرات السنوات وتتكرر من صغار ومن كبار وما حوار مرتضي عليكم ببعيد وما حوار مستشارة النيابة الادارية عليكم ببعيد .
يشترك في هذا الحوار الأسرة أولا هي من تتحمل العبء الأكبر لكن علينا ألا ننسى أن الأسرة توجد وتعيش وتمارس حياتها في سياق مجتمع به خلل ومشكلات لا حصر ولاعدد لها.

الأسرة حاضرة في المسألة وأدوار الأب والأم أعتقد أن عليهما الخطأ الأكبر في التربية ومن المؤكد أن هذا الطفل يعيش في أسرة غير مستقرة وغير طبيعية ولابد أن هناك مؤشرات تشير الى أن الأسرة وأدوار كل من الأب والأم غائبة تماماً.
التعليم وناهيك عن المدارس الخاصة والدروس الخصوصية من المؤكد أن هذا الطفل لا يذهب الى المدرسة مطلقاً ويعتمد كلياً على الدروس الخصوصية وأنه محصور في مجموعة من الأصدقاء يشبهونه في ظروفهم ويقضون معظم أوقاتهم في اساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

من المؤكد أن هذه القصة تكمل قصة النائبة في النيابة الادارية والتي حدثت منذ وقت قريب .
نحن لا نعمم ولكن مسألة الحصانة في مجتمع متخلف ثقافيا يساء استخدامها هكذا على مستوى كل الحصانات في كل قطاعات الدولة لأنه ثبت وتكرر كثيراً اساءة استخدام الحصانة في أذى الناس والاعتداء عليهم وإشاعة الفوضى في المجتمع والتمييز في المعاملات والمحاسبة وغيرها كثير.

المسألة عميقة ومتشعبة وتطال جهات واتجاهات كثيرة في المجتمع ورسخ لدى الناس التمييز وعدم المساواة في الحساب والظلم لكثير من البشر.

وما كانت الثورات الا من أجل ذلك التمييز والفساد الذى هو رأس الفساد القانوني وذروة سنامه .
هؤلاء الأولاد مثل هذا الطفل هم يمسكون مفاصل القضاء في المستقبل هؤلاء هم من يحكمون بالعدل في المجتمع.
لنا أن ندرك أن الثورات ما قامت الا من أجل سوء المعيشة والغبن والظلم الناتج عن تمييز فئة على باقي فئات المجتمع.
وما قمنا بثورة ٢٥ يناير العظيمة الا من أجل هذا لذلك لا تندهش أن تجد أن القضاة معظمهم وقفوا ضد الثورة وضد من قاموا بها وبرؤا ساحة نظام فاسد ورموزه بالكامل .

ماكانت هذه التبرئة مجاناً وبلا مقابل هذا هو المقابل فلنركز في عبارة الطفل لأمين الشرطة “نحن نحبس منتحبسش “
لم ينطق هذا الطفل بهذه الجملة المعبرة من فراغ بل من واقع مجتمعى حقيقي ماثلاً أمام الجميع .

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Scroll to Top
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x