خطف وقتل الطفلة «سهير» لغز محير

فجأة تحول الهدوء لقلق وتوتر يزداد ساعة بعد ساعة، فلم تعد قرية “الحواوشة” التي يعرف أهلها بالكرم والطيبة مصدرا للراحة والاطمئنان بين أهلها بعد أن انتاب الشك الجميع، وباتت تنام وتستيقظ على حوادث اليوم تشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان، فبشاعة الجريمة وضحيتها التى لم تكمل الثلاث سنوات من عمرها، وعثر عليها جثة هامدة داخل جوال، بمنزل جارهم بعد ٢٤ ساعة من اختفائها، دون ذنب واحد اقترفته، ضجت مضاجع الصغير قبل الكبير.. ومازالت الجريمة حائرة لم يفك لغزها حتى الآن.. تفاصيل أكثر ترويها السطور التالية.

قرية “الحواوشة”، بمدينة المنصورة، والبكاء لا يتوقف والصدمة على وجه جد الطفلة سهير ووالدتها من هول الحادث وبشاعته وفراق البهجة التي كانت تصنعها تلك الصغيرة، والتي قتلت في غمضة عين، وحرمها القتلة من حضن والدتها، وحرموا والدها من رؤيتها ووداعها بسبب سفره للخارج.

سهير أحمد، طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وحيدة والدها ووالدتها، فالأب رجل بسيط يعمل بالخارج، والأم تعيش في منزل عائلته مع والده بقرية الحواوشة، كانت تلك الطفلة كالملاك الذي يسير على الأرض، الابتسامة ترسم وجهها دائمًا، والكل يحبها بسبب خفة ظلها، ولم يكن أحد يتوقع أنها ستقتل دون ذنب على يد أشخاص لا يعرفون معنى الرحمة والإنسانية.

خرجت سهير تتدلى بضفائرها الصغيرة خلف عيونها البريئة، تلعب أمام منزلها، تجري هنا وهناك بخفة ظل، ولم تمر الدقائق حتى خرجت والدتها تنادي عليها، ولكنها لم تجدها، بدأ القلق يساور أهلها بعدما مرت الساعات تلو الأخرى دون عودة الصغيرة التي بحثوا عنها لدى أقاربهم وجيرانهم ولكن دون فائدة.

لم تمض الدقائق حتى أصبحت سهير حديث الأهالي بعدما تطوع أحد الشباب برفع صورتها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على أمل أن يدلهم أحد بمعلومة عنها، ليلة كاملة لم يغمض للأم عين، وقلبها تزداد دقاته، تنتظر دخول ابنتها عليها في أي وقت تخبرها أين كانت؟، ولكن تحطم ذلك الأمل على واقع مؤلم صباح اليوم الثاني، بعدما اكتشف جارهم جثة الطفلة أعلى درجات سلم البيت بالطابق الثاني، داخل جوال، وفي غمضة عين ضجت القرية بالصراخ والعويل، وراحت همسات النساء تدوي في القرية، حتى تم إبلاغ الشرطة.

على الفور انتقل الرائد أحمد توفيق رئيس مباحث مركز المنصورة لمحل الواقعة، وتم اقتياد صاحب البيت ونجله للتحقيق معهما، ولكن تم إخلاء سبيلهما، ومازال رجال المباحث يكثفون جهودهم لكشف اللغز والقبض على المتهمين.

أقاويل كثيرة تناولتها الألسنة، فهناك من يقول أن هناك مشاكل بين أسرة تلك الطفلة وآخرون، فكانت النتيجة اغتصابها وقتلها للانتقام، ولكن ليست هناك حقيقة مؤكدة حتى الآن، وأيا كانت الأسباب فما هو ذنبها لتقتل بهذه البشاعة؟!، ومن قتلها؟!، ولماذا تم وضع جثتها داخل البيت الذي يسكنه أكثر من أربع أسر؟!، تساؤلات بالتأكيد ستجيب عنها أجهزة الأمن عندما يكشفون اللغز.

يقول شلبي، جد الطفلة: “سهير كانت كالنسمة، حفيدتي التي أحبها من قلبي، خطفها المجرمون من بين أحضاننا وقتلوها دون شفقة، وحرموا ابني من رؤيتها، فهو يعمل بالخارج ولم يستطع الحضور لتشييعها لمثواها الأخير، وحتى الآن لا نعرف من القاتل، وكل ما نريده هو القصاص العادل حتى ترتاح قلوبنا”.

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Scroll to Top
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x